الصورة
Default cover image

الأنا والهوية

النفس هي أكثر الكيانات تعقيداً في الوجود.. فالكثير منا لا يعرف مدى الأبعاد النفسية لشخصه وكيف يمكن أن يتحكم في شعوره.. تصرفاته أو ردود أفعاله.. مما يجعل معرفة النفس شديد الغرابة وبالغ الصعوبة في نفس الوقت

 

 


إن العقل البشري بحسب فرويد يتكون من ثلاث طبقات.. اللاشعور أو الهوى.. قبل الشعور أو الأنا الأعلى.. وأخيراً الشعور أو الأنا.. فطبقة اللاشعور هي الطبقة الحيوانية التي تهدف لإشباع الغرائز بدون اللجوء إلى منطق ما أو رادع ديني أو أخلاقي.. وبصورة أخرى فإن هذا الجزء من العقل يجري خلف الشهوات ويبتعد عن الألم.. أما طبقة ما قبل الشعور فيمكن التعبير عنها بالملاك بشكل مجازي.. فهذه الطبقة تكون متحفظة وعقلانية ومخزناً للقيم الأخلاقية.. أو بعبارة أخرى “الضمير”.. أما الطبقة الأخيرة أو الشعور هي ببساطة الأفكار التي تراود الإنسان داخل عقله ويشعر بها بشكل لحظي.. وهي ببساطة تكوّن ميزاناً بين الطبقة الحيوانية وطبقة الملاك.. وهنا يكمن دور الإنسان في الموازنة بين تينك الطبقتين لئلا يغدو حبيساً لشهواته أو ضحية لقيمه الأخلاقية المفرطة!.. وعند فشل المرء في التحكم في ميزانه فينشأ عندها القلق أو الكبت.
في هذه المرحلة تبدأ النفس في الدفاع المستميت باستخدام عدة طرق يفعلها الجميع ولكنهم لا يشعرون بها:
الكبت
وهو الشعور الذي يتولد عند المرء بسبب مواقف حدثت في صغره:
(مثال) علي تعرض للضرب منذ صغره.. فيكبر ويكبر معه ذلك الشعور في عقله الباطن ويقوم بنفس الفعل مع أبنائه!
التبرير
وهو ما يفعله المرء عادة للهروب من فشل ما بتفسيرات غير منطقية.
(مثال) سالم رسب في مادة الكيمياء.. فيعزو سبب رسوبه للمدرس الذي لم يقوم بواجبه في التدريس وتسبب في عدم فهمه للمادة.
الإسقاط
وهي نسب العادات السيئة للآخرين رغم وجودها في الإنسان نفسه.
(مثال) سارة كثيرة الغيبة لصديقاتها.. فتقوم بإسقاط الغيبة على الآخرين واتهامهم بسوء الظن والغيبة والحقد وما إلى ذلك…
الخيال
يلجأ الكثير منا للخيال أو أحلام اليقظة للوصول إلى الأهداف التي لطالما رغبنا للوصول إليها.
(مثال) ربيع شخص فقير.. ولكن لم يمنعه ذلك من تخيل نفسه في العيش في قصر كبير جداً.. وامتلاكه سيارة فارهة.. وذلك للهروب من الواقع المرير.
النكوص
وهي الرجوع إلى مرحلة عمرية سابقة عند مواجهة حدث ما…
(مثال) في إختبار الرياضيات.. تأخرت نجلاء عن الإختبار.. ولجأت للبكاء عند وصولها لقاعة الإمتحان لأنه الشعور نفسه الذي يولّد الأمان عند تعرضها لموقف ما في صغرها.. مثال آخر هو وضع الأصابع في الفم عند التوتر!
التعويض
يلجأ بعض الناس لتعويض النقص لجذب الإنتباه أو إكتساب إحترام الآخرين.
(مثال) حسين يدّعي المرض لكي يجذب إنتباه الآخرين له ويعوض نقص الإهتمام الذي يعاني منه.
الإزاحة
وهي أن يتم تحويل الضغط النفسي لشخص آخر بدون سبب واضح.
(مثال) تعرض حيدر لضغط نفسي كبير في عمله فعندها لجأ لتنفيس غضبه بافتعال المشاكل مع زوجته أو أحد أفراد عائلته..

 

 

ويتم هذا الفعل عادة في العقل الباطن بلا وعي أو تعمد من الإنسان.
التسامي
وهي أفضل وسائل الدفاع عن النفس.. وتتم بأن يلجأ المرء لمواجهة مشاكله بأسلوب إيجابي
(مثال) يعاني راشد من لثغة في لسانه (صعوبة في الكلام).. فيعمل على تنمية هواية الرسم بالفحم الحجري للتخلص من التنمر الذي يسببه له من حوله.